تحدد المعلومات الأساسية تاريخ وطبيعة مشكلة بحثية محددة وتصفها جيدًا استناداً إلى الأدبيات السابقة، ويجب أن تشير هذه المعلومات إلى جذور المشكلة المدروسة ونطاقها ومدى نجاح الدراسات السابقة في التحقيق حولها. مع ضرورة الإشارة إلى الفجوات التي لم تعالج في الدراسات السابقة، وسيحاول البحث الحالي معالجتها، كما أن هذه المعلومات تختلف عن الإطار النظري حيث أنها تضع مشكلة البحث في سياق مناسب بدلاً من الفحص الدقيق للأدبيات السابقة.
أسلوب صياغة المعلومات الأساسية للمقدمة:
يعتبر تقديم المعلومات الأساسية بمثابة جسر يربط القارئ بموضوع دراستك، ولكن يعتمد طول هذا الجسر وارتفاعه على مقدار المعلومات التي يرى الباحث بأن القارئ سيحتاجها من أجل فهم مشكلة البحث التي يتم التحقيق فيها وتقدير أهمية الدراسة وجوانبها.
من منظور آخر ، يعتمد طول هذه المعلومات وتفاصيلها أيضًا على درجة فهم الباحث للموضوع ولأي درجة يريد أن يظهر فهمه هذا لأستاذه، يجب وضع هذه النقطة في عين الاعتبار لأن توفير المعلومات الأساسية بشكل مقتضب يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإظهار الفهم العميق للقضايا والمفاهيم الأساسية التي تقوم عليها دراسة الباحث، (فلا تحاول التظاهر !)
نظراً لأن صياغة المعلومات الأساسية الخاصة بك ونمطها يمكن أن يختلف اعتمادًا على مدى تعقيد البحث وطبيعته، إليك بعض الأسئلة التي يجب مراعاتها أثناء الكتابة:
- هل هناك مفاهيم أو مصطلحات أو نظريات أو أفكار من المحتمل ألا تكون مألوفة للقارئ، مما يتطلب شرحًا إضافيًا؟
- هل هناك عناصر تاريخية تحتاج إلى استكشاف وتوضيح، أو هل هناك حاجة إلى تسليط الضوء على أشخاص معينين، أو قضايا معينة، وذلك لوضع المعلومات في السياق المناسب، وبناء أساس لفهم المشكلة، وأسباب ظهورها؟
- هل الدراسة البحثية غير عادية بشكل يتطلب شرحًا إضافيًا؟ على سبيل المثال:
- هل الدراسة تستخدم منهجية لم تطبق من قبل على مشكلة البحث المدروسة؟
- هل مشكلة الدراسة معقدة للغاية؟
- هل تعتمد الدراسة على تحليل النصوص أو الوثائق الفريدة، مثل المواد الأرشيفية أو المستندات الأولية؟
ملاحظات:
- يمكن أن تتضمن المعلومات الأساسية أيضًا ملخصات للدراسات البحثية المهمة ذات الصلة.
- يكمن السر في تلخيص ما هو معروف عن مشكلة البحث المحددة قبل تحليل البيانات. يتم تحقيق ذلك من خلال مراجعة عامة للأدبيات السابقة (مع التوثيق) التي تقدم تقريرًا بالنتائج التي يسترشد بها الباحث في صقل أهداف دراسته وغاياتها.
- يجب ألا تتضمن الدراسات البحثية التي استشهدت بها كجزء من المعلومات الأساسية لمقدمتك، تفسيرات طويلة ومحددة للغاية. لأن مناقشتها بالتفصيل يكون في فصل الإطار النظري (أو مراجعة الأدبيات – literature review).
لماذا نكتب مقدمة البحث العلمي؟
مقدمة البحث هي الجزئية التي تهدف إلى توجيه القارئ من موضوع البحث العام إلى المجالات المحددة للبحث، من خلال تحديد سياق البحث الذي يتم العمل عليه وتلخيص المعلومات الأساسية حوله وإعطاء فهم أولي حول الموضوع، بالإضافة إلى توضيح هدف الدراسة على شكل فرضية أو سؤال أو مشكلة بحثية، التي بدورها تلخص المنطق الخاص بالباحث أي توضح وجهة نظره ودوافعه لإجراء الدراسة، كما أن المقدمة تسلط الضوء على النتائج المحتملة التي ستكشفها الدراسة لاحقاً.
أهمية المقدمة الجيدة:
ببساطة، تكمن أهمية المقدمة الجيدة في كونها توفر فرصة لا تتكرر لإحداث الانطباع الأول عن الدراسة، والذي سيكون انطباعاً جيداً إذا ما كتبت المقدمة بشكل أكاديمي سليم، كما أنها توفر انطباعاً أولياً محفزاً عن وجهة نظر الباحث، ومنطقه، وأسلوبه في الكتابة، وأيضاً تعطي لمحة عن الجودة الشاملة للدراسة، وجودة وصدق النتائج والاستنتاجات.
أما إذا كانت المقدمة غامضة أو غير منظمة أو مليئة بالأخطاء فإنها بالتأكيد ستعطي انطباعاً سلبياً عن البحث بالكامل، في حين أن مقدمة موجزة وجذابة ومكتوبة جيدًا ستجعل القارئ يفكر بمهارات الباحث التحليلية، وجودة أسلوبه الكتابي، والمنهج الذي يتبعه.
لكتابة مقدمة جيدة عليك أن تفكر في المقدمة على أنها خريطة عقلية يجب أن تجيب على أربعة أسئلة للقارئ:
- هل هذا الموضوع مرتبط بدراستي؟
- لماذا اختير هذا الموضوع بالذات للدراسة؟
- هل لدي خلفية معرفية عن موضوع الدراسة؟
- كيف ستدعم هذه الدراسة معرفتي؟
أسلوب كتابة المقدمة:
أولاً: منهج الكتابة، وهيكليتها.
فكر في بنية المقدمة كمثلث مقلوب تتواجد فيه المعلومات، قم بتنظيم المعلومات الأكثر عمومية في قاعدة المثلث التي تمثل بداية المقدمة، ثم ابدأ بتخصيص المعلومات وتحديد جوانب البحث، إلى أن تصل إلى قمة المثلث، أي بكلمة أخرى، رتب أفكارك من العام إلى الخاص، بحيث تكون نهاية المقدمة هي مبررات قيامك بالبحث، ومن الممكن أن تكتب أيضاً النتائج المحتملة لدراستك في نهاية المقدمة.
وهذه هي المراحل العامة المرتبطة بكتابة المقدمة:
أولاً: إنشاء سياق البحث عن طريق:
- تسليط الضوء على أهمية الموضوع.
- الإدلاء ببيانات عامة حول الموضوع.
- تقديم نظرة عامة عن الأبحاث الأخرى حول هذا الموضوع.
ثانياً: تحديد قيمة البحث من خلال:
- معارضة الافتراضات السابقة (افتراضات الدراسات الأخرى) عن نفس الموضوع الذي ستدرسه.
- الكشف عن فجوات الدراسات السابقة، إذا كانت هناك فجوة فعلياً.
- صياغة سؤال أو مشكلة البحث.
- الالتزام بالأعراف الصارمة للبحوث العلمية.
ثالثاً: ضع بحثك ضمن موضعه الصحيح عن طريق:
- الإشارة إلى نيتك وأهدافك من البحث.
- تحديد الخصائص الرئيسية لدراستك.
- وصف النتائج المحتملة المهمة.
- إعطاء لمحة عن منهجية وهيكلية دراستك.
* على الرغم من أن المقدمة هي القسم الرئيسي الأول لورقة البحث، إلا أنه غالباً ما يكون من الجيد أن يتم كتابتها في وقت متأخر للغاية، أي بعد انهاء الدراسة، وذلك لتكون المقدمة مطابقة لما هو موجود في متن الدراسة وبنيتها، من تقارير ونتائج وغيره..
ثانياً: تخطيط الدراسة.
يشير مفهوم تخطيط الدراسة إلى تلك الخصائص التي تحدد مجال الدراسة، وتعرف حدودها المفاهيمية، ويتم تحديد ذلك من خلال القرارات الواعية حول استبعاد أو تضمين المعلومات حول معالجة مشكلة البحث، هذه القرارات تتخذ أثناء التحقيق في مشكلة البحث. بمعنى آخر، يجب ألا تخبر القارئ بما تدرسه ولماذا، ولكن يجب أيضًا أن تعترف لماذا رفضت الأساليب البديلة التي كان من الممكن استخدامها لدراسة مشكلة البحث، وهذا بالضبط ما عليك ذكره في نهاية المقدمة (أي كتابة السبب الذي دفعك إلى استخدام أسلوب معين بدلاً من أسلوب آخر قد يكون مناسباً لدراستك).
انسيابية السرد (التدفق السلس للكتابة):
هناك بعض المشاكل يجب وضعها في الاعتبار، لأنها قد تساعد في كتابة المقدمة بشكل سلس، ولكي تتجنبها إليك بعض النصائح:
- يجب أن تحدد المقدمة محط اهتمام الباحث بوضوح.
سيساعد هذا في تركيز المقدمة على موضوع الدراسة بشكل مناسب مما يضمن الوصول إلى جوهر الدراسة بسرعة دون فقد التركيز أو التشتت بالمعلومات العامة جدًا.
- قد يساعدك تقديم مراجعة مختصرة ومتوازنة للأدبيات السابقة ذات الصلة على خلق سياق واضح لدراستك.
الفكرة هي أن تلخص للقارئ ما هو معروف عن مشكلة البحث المحددة قبل إجراء تحليلك الخاص، أي اعطاءه خلفية عن الموضوع، ولا ينبغي أن يمثل هذا الجزء من المقدمة مراجعة شاملة للأدبيات السابقة، فقط مراجعة عامة، وتجدر الإشارة إلى إلزامية توثيق الأدبيات السابقة التي قد تستخدمها.
- أذكر بوضوح الفرضية التي تحقق على أساسها.
- لماذا اخترت هذا النوع من الدراسة البحثية والمنهجية؟
قدِّم بيانًا واضحًا عن سبب اختيارك لهذا النوع من الدراسات، كما يجب أن توضح سبب استخدامك للمنهجية التي ستختارها، عادة ما تكون هذه الفقرة في نهاية المقدمة.
إشراك القارئ في المقدمة:
إن الهدف الأساسي للمقدمة هو جعل القراء يرغبون بقراءة المزيد حول دراستك، وعليه على المقدمة أن تستحوذ على انتباههم، ويمكن القيام بذلك عن طريق واحدة من هذه الاستراتيجيات:
- ابدأ المقدمة بقصة أو حادثة قصيرة.
- ابدأ المقدمة باقتباس مؤثر، أو حادثة حية، وربما صادمة.
- اطرح سؤالاً استفزازياً أو مثير للتفكير.
- كتابة سيناريو محير أو غير متناسق، بشكل يشد القارئ ليعرف اللغز.
- أذكر مثالًا مثيرًا أو دراسة حالة توضح سبب أهمية مشكلة البحث.
*ملاحظة: اختر فقط استراتيجية واحدة لإشراك القارئ.
المراجع:
- Key Elements of the Research Proposal. Prepared under the direction of the Superintendent and by the 2010 Curriculum Design and Writing Team. Baltimore County Public Schools.
- The Writing Center. University of North Carolina.
- Freedman, Leora and Jerry Plotnick. Introductions and Conclusions. University College Writing Centre. University of Toronto; Introduction. The Structure, Format, Content, and Style of a Journal-Style Scientific Paper. Department of Biology. Bates College; Introductions. The Writing Center. University of North Carolina; Introductions. The Writer’s Handbook. Writing Center. University of Wisconsin, Madison; Introductions, Body Paragraphs, and Conclusions for an Argument Paper. The Writing Lab and The OWL. Purdue University; Resources for Writers: Introduction Strategies. Program in Writing and Humanistic Studies. Massachusetts Institute of Technology; Sharpling, Gerald. Writing an Introduction. Centre for Applied Linguistics, University of Warwick; Writing Your Introduction. Department of English Writing Guide. George Mason University.